الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة بشير بن عمر (الرئيس الشرفي لأولمبيك مدنين) يمزّق الصّمت: لن أتخلّى عن أولمبيك مدنين قبل العودة به إلى «النّاسيونال»

نشر في  05 مارس 2014  (09:50)

أدعو أعضاء الهيئة المديرة إلى عدم السقوط في تجاذبات تعود بالمضرّة على الفريق، وللاّعبين أقول إنّ «الكورة في شباككم»
أعشق النــــادي الافريقـــــي وحمادي العقربي.. ووديع الجريء «ما خلاّوهش يخدم»
الكرة التونسية تراجعت 10 سنوات الى الوراء، والمنتخب يجب أن يخرج من «جلباب» الاندية الكبرى


ضيفنا اليوم هو رجل أعطى بسخاء لجمعية أولمبيك مدنين على مرّ السنوات، رجل يصفه «المدنينية» بـ «الأب الروحي» للأولمبيك بالنظر إلى الخدمات الجليلة التي قدمها لـ « الاصفر والاسود» قبل أن يتدحرج الفريق الأول لكرة القدم الى الاقسام السفلى وهذا ما استفز ضيفنا بشير بن عمر الرئيس الشرفي لهذه الجمعية العريقة وجعله يرمي بنفسه في «المعمعة» أملا في إصلاح ما يمكن اصلاحه..
كل هذه المعطيات دفعتنا في «أخبار الجمهورية» إلى استضافة بشير عمر في حوار مطول تحدّث فيه عن أهداف فريقه هذا الموسم، علاوة عن عدة محاور اخرى تتعلق بالشأن الرياضي عامة نترك لكم فرصة اكتشافها في هذه المساحة:
سي بشير بن عمر، أو لنقل «الاب الروحي» لأولمبيك مدنين، ما هي دوافع احتجابك الطويل عن التسيير الرياضي ولماذا اخترت العودة في هذا الظرف بالذات؟
لما غادرت أولمبيك مدنين تركته في القسم الوطني(أ)، وكان ابتعادي لأسباب مهنية واقتصادية وكذلك للتفرغ للشركات المساهم فيها والتي أشرف على تسييرها، لكن بعد طول هذه المدّة التي تراجعت فيها الجمعية بشكل رهيب وبقيت تتخبط في عديد المشاكل على غرار جلّ الجمعيات، اتصلت بي السلط الجهوية في مدنين في شهر سبتمبر 2013 ،وعلى رأسها السيد والي مدنين وطلبوا مني تبنّي الجمعية من جديد والعودة إلى تأطيرها، هذا فضلا عن ضغوطات الشارع الرياضي بالجهة، فوجدت نفسي مضطرا لتلبية نداء الواجب باعتباري أحد أبناء مدنين ولا أستطيع أن أرفض لها طلبا، ومن ثمّة عدت كرئيس شرفي لمدّ يد المساعدة لفريقي وإفادته بخبرتي حتى يعود الى الموقع الذي يليق بجمعية عمرها 60 عاما وذلك بالتعاون والتنسيق مع هيئة مديرة شابة بذلت كل ما في وسعها رقم نقص الخبرة لديها في مجال التسيير المحترف ورغم ندرة السيولة المالية..
وهل زال اشكال الماديات بعودتك لتبني الجمعية؟
المعلوم أن القوانين التونسية أصبحت تتيح اليوم الفرصة أمام رجال الأعمال بالاستثمار في المجال الرياضي والحصول على نسب مائوية من مرابيح الشركات مقابل التضحيات التي يقدّمها للشباب في مجالي الثقافة والرياضة، وبما أن أهالي ولاية مدنين هم بمثابة أبنائي كان من الضروري العودة لتحمّل المسؤولية والتكفّل بإزالة كل المشاكل المالية التي كانت تعطّل سير الجمعية..
لماذا لم تقترن هذه العودة بظهورك كرئيس جمعية؟
لأني من زمان وحتى لما كان أولمبيك مدنين في «الناسيونال» كنت أحتلّ منصب رئيس شرفي وليس رئيس جمعية، هذا دون اعتبار أنني أحبّذ دائما أن أتكفل بتأطير الشباب وتكوينهم وتذليل الصعاب المادية من طريقهم على أن يباشروا التسيير اليومي بمفردهم، ويبقى همي الوحيد هو نجاح أولمبيك مدنين، أما الجلوس على الكراسي فلا يعنيني..
ماهو لومك على هذه الهيئة الشابة؟
هذه الهيئة الشابة منذ أن مسكت بزمام الامور وهي تجتهد لخدمة الجمعية، ولمّا وفّرت لها الماديات من موقعي كرئيس شرفي تضاعف مردودها وأصبحت تعمل في أريحية تامة قطعا سيجني ثمارها أولمبيك مدنين لاحقا..
بما أنك المموّل الأساسي للجمعية ومن تضخّ الأموال، هل أنت بصدد مراقبة مصاريف الهيئة ومحاسبتها؟
لقد قمت بتعيين محاسب تابع الى احدى شركاتي في الجنوب ليتكفل بالتصرف المالي دخلا وصرفا في أولمبيك مدنين وهو انسان محايد يراقب بشكل يومي كل الجوانب المالية في الجمعية..
المعروف عنك سي بشير بن عمر أنك انسان جدّي في عملك، فهل ساعدتك هذه الصفة على تكريس سياسة التسيير المحترف في أولمبيك مدنين رغم تراجع مستواه في المواسم الاخيرة؟
بالنسبة لي منذ أن كنت أشرف على تسيير أولمبيك مدنين في قسم الكبار ناديت بالاحتراف في تونس، والمرحوم محي الدين بكار ( رحمه الله) أحد الفاعلين في الكرة التونسية والجامعة سابقا كان شاهدا على ذلك وأقرّ في ندوة صحفية بتميّز العقود المحترفة التي كانت تجمع هيئة أولمبيك مدنين بلاعبيها.
في كلمة، أنا من المؤمنين بجدوى التسيير المحترف ولا سبيل للتنازل عنه ولو كان فريقنا يلعب في بطولة الرابطة الثالثة والدليل ان طريقة التعامل مع اللاعبين في أولمبيك مدنين بخصوص جراياتهم ومنحهم في كنف الشفافية ومقترنة بمشاركة اللاعب في التمارين والمباريات الرسمية ولا سبيل للتعامل بسياسة المكيالين مع اللاعبين وأتحدّى أي فريق اخر يملك برمجة واضحة في هذا الشأن مثل جمعية أولمبيك مدنين.
ما هي أهدافكم هذا الموسم؟
هدفنا هو الصعود في خاتمة الموسم الكروي الجاري إلى بطولة الرابطة المحترفة الثانية، رغم أني تحملت مسؤوليتي متأخرا، ولم أباشر ملف الانتدابات بنفسي وهو ما ساهم في انطلاقة بطيئة للفريق قبل أن أبادر في «الميركاتو» الشتوي الفارط بتعزيز صفوف الفريق بلاعبين من القسمين الاوّل والثاني، فتدرجت نتائج الفريق نحو الافضل وها أنّنا حاليا نحتل المرتبة الثالثة ونأمل بعد 3 أو4 جولات أخرى أن نصعد للمرتبة الثانية ولما لا الاولى ومن ثمة الصعود.
من جهة أخرى أقول لجماهير أولمبيك مدنين ولأهاليها نساء رجالا، شيبا وشبابا حتى وإن لم يحالفنا الحظ في الصعود هذا الموسم فإنني لن أغادر الجمعية إلا بعد الصعود بها الى الرابطة المحترفة الاولى، وهذا وعد من بشير بن عمر..
ماهي رسالتك لأعضاء الهيئة؟
الهيئة الحالية تعمل في أجواء نظيفة وفي انسجام تام، لكن هذا لن يمنعني من دعوة كل الأعضاء لمزيد التحابب والتضحية في سبيل نجاح الجمعية، والترفّع عن الدخول في أي تجاذبات أخرى تعود بالمضرة على أولمبيك مدنين والتحلي بالمبادئ الرياضية السامية واحترام المنافسين والحكام..
ماذا تقول للاعبين؟
نحن أوفينا بعهودنا تجاه اللاعبين بخصوص جراياهم ومنحهم وما عليهم الا مزيد العطاء والانضباط وتحقيق الانتصارات والدفاع عن ألوان أولمبيك مدنين، في كلمة الكرة في شباكهم بعدما وفّرنا لهم كل عوامل النجاح..
وماذا تقول إلى الجماهير؟
أدعو جمهورنا الممتاز الى الوقوف بجانب الهيئة واللاعبين وحضور المباريات بكثافة وتشجيع الفريق بكل روح رياضية مع ضرورة احترام الخصم والحكم.
كيف تتفاعل السلط الجهوية مع الحياة اليومية لأولمبيك مدنين؟
علاقة أولمبيك مدنين ممتازة جدا مع كل الأطراف المكونة للسلطة الجهوية بولاية مدنين وعلى رأسهم السيد الوالي وكذلك المجلس البلدي الذي يترأسه السيد محي الدين بن عون الذي ما فتئ يدعم الجمعية ويواكب نشاطها وهو باتصال مستمر مع الهيئة المديرة ويسأل دائما حتى عن حالة اللاعبين وجاهزيتهم، فضلا عن ذلك فإن السيد رئيس البلدية مشكورا رفّع المنحة المخصصة لأولمبيك من 80 إلى 100 ألف دينار.
من هي جمعيتك المفضلة بعد أولمبيك مدنين؟
جمعيتي الثانية بعد أولمبيك مدنين هي النادي الافريقي..
إذن انت من مدّعمي الافريقي؟
الافريقي حاليا يرأسه رئيس ممتاز وطيب ويقوم بواجباته دون حاجة لمن يساعده ماديا بل أن سليم الرياحي يحتاج الى من يساعده أدبيا وبكل شفافية.
هل أنت مع فكرة انتداب مدرب تونسي أم أجنبي لتدريب المنتخب الوطني؟
قبل الردّ عن سؤالكم، أعترف أنه لا وجود لمنتخب بإمكانه تشريف الكرة التونسية التي تأخرت 10 سنوات الى الوراء.
وماهي أسباب هذه التراجع؟
الاسباب عديدة ومنها أن المنتخب أصبح حكرا على فرق معينة ولو أنه «يوجد في النهر ما يلا يوجد في البحر»، فلو كان الامر بيدي لأتحت الفرصة لعديد الأسماء المتألقة في جميع الاقسام أفضل من التعويل على محترفين نجدهم يحسبون ويخافون على أقداهم عندما يلعبون لفائدة المنتخب التونسي..
لم تقل لنا هل أنت مع المدرب التونسي أم الاجنبي؟
أنا مع التونسي لأنه «ما يندبلك كان ظفرك وما يبكيلك كان شفرك»..
لو تقيم لنا أداء المكتب الجامعي؟
رئيس الجامعة الدكتور وديع الجريء صديقي و«ولد بلادي» انسان طيب ويتعامل مع من معه بالثقة واجتهد كثيرا لخدمة الكرة التونسية لكن «ما خلوهش يخدم»، لذلك أدعو الأندية بأن تترك الجامعة تؤدي رسالتها بعيدا عن الضغوطات والحساب يبقى من مشمولات الجلسة العامة القادمة بعد نهاية المدة النيابية لجامعة وديع الجريء..
أحسن لاعب في تونس؟
حمادي العقربي سابقا وحاليا فخر الدين بن يوسف..
بماذا تمضي على خاتمة هذا الحوار؟
شكرا لـ «أخبار الجمهورية» على اتاحة هذه الفرصة وأقول لكل الرياضيين والتونسيين أنّ رياضتنا وكرتنا أمانة في أعناقنا جميعا، فلنحافظ عليها ونحميها من الدّخلاء.

حاوره: الصحبي بكّار